فصل: تفسير الآيات (41- 53):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (41- 53):

{وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (46) وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51) كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)}
أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {الريح العقيم} قال: الشديدة التي لا تلقح شيئاً.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم} قال: الريح العقيم التي لا تلقح الشجر ولا تثير السحاب، وفي قوله: {إلا جعلته كالرميم} قال: كالشيء الهالك.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {الريح العقيم} قال: ريح لا بركة فيها ولا منفعة ولا ينزل منها غيث ولا يلقح منها شجر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الريح مسجنة في الأرض الثانية، فلما أراد الله أن يهلك عاداً أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحاً تهلك عاداً، قال: أي رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر ثور، قال له الجبار. لا إذا تكفأ الأرض ومن عليها، ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم، فهي التي قال الله: {ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم}».
وأخرج الفريابي وابن المنذر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: {الريح العقيم} النكباء.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: {الريح العقيم} الجنوب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال: {الريح العقيم} الصبا التي لا تلقح شيئاً، وفي قوله: {كالرميم} قال: الشيء الهالك.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: {الريح العقيم} التي لا تنبت وفي قوله: {إلا جعلته كالرميم} قال: كرميم الشجر.
وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه «عن رجل من ربيعة قال: قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت عنده وافد عاد فقلت: أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما وافد عاد؟ فقلت: على الخبير سقطت، إن عاداً لما أقحطت بعثت قيلاً فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر وغنته الجرادتان، ثم خرج يريد جبال مهرة، فقال: اللهم إني لم آتك لمريض فأداويه ولا لأسير فأفاديه، فاسْق عبدك ما كنت مسقيه واسق معه بكر بن معاوية يشكر له الخمر الذي سقاه، فرفع له سحابات فقيل له: اختر إحداهن فاختار السوداء منهن، فقيل له: خذها رماداً ومدداً لا تذر من عاد أحداً، وذكر أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا قدر هذه الحلقة يعني حلقة الخاتم، ثم قرأه {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم}».
وأخرج البيهقي في سننه عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} قال: ثلاثة أيام.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فعتوا} قال: علواً وفي قوله: {فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون} قال: فجأة.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فعتوا} قال: علواً وفي قوله: {فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون} قال: فجأة.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فما استطاعوا من قيام} قال: من نهوض.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {فما استطاعوا من قيام} قال: لم يستطيعوا أن ينهضوا بعقوبة الله إذ نزلت بهم، وفي قوله: {وما كانوا منتصرين} قال: لم يستطيعوا امتناعاً من أمر الله.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والسماء بنيناها بأييد} قال: بقوة.
وأخرج آدم بن أبي اياس والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {والسماء بنيناها بأييد} قال: يعني بقوة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وإنا لموسعون} قال: لنخلق سماء مثلها وفي قوله: {والأرض فرشناها فنعم الماهدون} قال: الفارشون.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ومن كل شيء خلقنا زوجين} قال: الكفر والإِيمان، والشقاء والسعادة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والجن والإِنس، والبر والبحر، والشمس والقمر، وبكرة وعشية، ونحو هذا كله.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أتواصوا به} قال: هل أوصى الأول الآخر منهم بالتكذيب.

.تفسير الآيات (54- 60):

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}
وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: أمره الله أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمداً صلى الله عليه وسلم ثم قال: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فنسختها.
وأخرج اسحق بن راهويه وأحمد بن منيع والهيثم بن كليب في أسانيدهم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان والضياء في المختارة من طريق مجاهد عن علي قال: لما نزلت {فتول عنهم فما أنت بملوم} لم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة إذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتولي عنا، فنزلت {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فطابت أنفسنا.
وأخرج ابن راهويه وابن مردويه عن عليّ رضي الله عنه في قوله: {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: ما نزلت علينا آية كانت أشد علينا منها ولا أعظم علينا منها، فقلنا: ما هذا إلا من سخطة أو مقت، حتى نزلت {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} قال: ذكر بالقرآن.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: ذكر لنا أنها لما نزلت اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأوا أن الوحي قد انقطع، وأن العذاب قد حضر، فأنزل الله بعد ذلك {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: فأعرض عنهم، فقيل له: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فوعظهم.
وأخرج ابن المنذر عن سلمان بن حبيب المحاربي قال: من وجد للذكرى في قلبه موقعاً فليعلم أنه مؤمن قال الله: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون} قال: ليقروا بالعبودية طوعاً أو كرهاً.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون} قال: على ما خلقتهم عليه من طاعتي ومعصيتي وشقوتي وسعادتي.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله: {وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون} قال: ما جبلوا عليه من الشقاء والسعادة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الجوزاء في الآية قال: أنا أرزقهم وأنا أطعمهم، ما خلقتهم إلا ليعبدون.
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإلاّ تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسد فقرك».
وأخرج الطبراني في مسند الشاميين والحاكم في التاريخ والبيهقي في شعب الإِيمان والديلمي في مسند الفردوس عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله إني والجن والإِنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري».
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن الأنباري في المصاحف وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {إني أنا الرزاق ذو القوّة المتين}.
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {المتين} يقول: الشديد.
قوله تعالى: {فإن للذين ظلموا ذنوباً} الآية.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {ذنوباً} قال: دلواً.
وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم} قال: سجلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم.
وأخرج الخرائطي في مساوي الأخلاق عن طلحة بن عمرو في قوله: {ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم} قال: عذاباً مثل عذاب أصحابهم، والله تعالى أعلم.

.سورة الطور:

.تفسير الآيات (1- 6):

{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6)}
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والطور} قال: جبل.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطور من جبال الجنة».
وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطور جبل من جبال الجنة».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {والطور} قال: هو الجبل بالسريانية {وكتاب مسطور} قال: صحف {في رق منشور} قال: الصحيفة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وكتاب} قال: الذكر {مسطور} قال: مكتوب.
وأخرج عبد الرزاق والبخاري في خلق أفعال العباد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {والطور وكتاب مسطور} قال: مكتوب {في رق منشور} قال: هو الكتاب.
وأخرج آدم بن أبي اياس والبخاري في خلق أفعال العباد وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وكتاب مسطور} قال: صحف مكتوبة {في رق منشور} قال: في صحف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {في رق منشور} قال: في الكتاب.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة».
وأخرج ابن المنذر والعقيلي وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في السماء بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة، وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فيغمس انغماسة ثم يخرج، فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكاً يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيفعلون، ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبداً، ويولي عليهم أحدهم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفاً يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة».
وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البيت المعمور في السماء يقال له الضراح على مثل البيت الحرام بحياله، لو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لم يردوه قط، وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة».
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما مرسلاً.
وأخرج اسحق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن خالد بن عرعرة أن رجلاً قال لعليّ رضي الله عنه: ما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له الضراح، وهو بحيال مكة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة لا يعودون إليه أبداً.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّا سأل عليّاً رضي الله عنه عن البيت المعمور ما هو؟ قال: ذلك الضراح بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والبيت المعمور} قال: هو بيت حذاء العرش يعمره الملائكة يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون إليه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله: {والبيت المعمور} قال: أنزل من الجنة فكان يعمر بمكة، فلما كان الغرق رفعه الله فهو في السماء السادسة، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من قبيلة إبليس ثم لا يرجع إليه أحد يوماً واحداً أبداً.
وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن عمرو رفعه قال: إن البيت المعمور بحيال الكعبة لو سقط شيء منه لسقط عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك والحرم حرم بحياله إلى العرش، وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن في السماء بيتاً يقال له الضراح، وهو فوق البيت من حياله حرمته في السماء كحرمة هذا في الأرض يلجه كل ليلة سبعون ألف ملك يصلون فيه لا يعودون إليه أبداً غير تلك الليلة.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة فأرادت عائشة أن تدخل البيت فقال لها بنو شيبة: إن أحداً لا يدخله ليلاً ولكن نخليه لك نهاراً، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فشكت إليه أنهم منعوها أن تدخل البيت، فقال: «إنه ليس لأحد أن يدخل البيت ليلاً إن هذه الكعبة بحيال البيت المعمور الذي في السماء يدخل ذلك المعمور سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة».
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: {والبيت المعمور} قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأصحابه: «هل تدرون ما البيت المعمور؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خرَّ خرَّ عليها يصلي كل يوم فيه سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم».
وأخرج ابن جرير عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما عرج بي الملك إلى السماء السابعة انتهيت إلى بناء فقلت للملك ما هذا؟ قال: هذا بناء بناه الله للملائكة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يسبحون الله ويقدسونه لا يعودون إليه».
وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه البيهقي في شعب الإِيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {والسقف المرفوع} قال: السماء.
وأخرج أبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله: {والسقف المرفوع} قال: العرش {والبحر المسجور} قال: هو الماء الأعلى الذي تحت العرش.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {والسقف} قال: السماء.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {والبحر المسجور} قال: بحر في السماء تحت العرش.
وأخرج ابن جرير عن ابن عمرو مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والبحر المسجور} قال: المحبوس.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والبحر المسجور} قال: المرسل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل من اليهود: أين جهنم؟ قال: هي البحر، فقال عليّ: ما أراه إلا صادقاً وقرأ {والبحر المسجور} {وإذا البحار سجرت} [ التكوير: 6].
وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث والنشور عن علي بن أبي طالب قال: ما رأيت يهودياً أصدق من فلان زعم أن نار الله الكبرى هي البحر، فإذا كان يوم القيامة جمع الله فيه الشمس والقمر والنجوم ثم بعث عليه الدبور فسعرته.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {والبحر المسجور} قال: الموقد.
وأخرج أبو الشيخ عن كعب في قوله: {والبحر المسجور} قال: البحر يسجر فيصير جهنم.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: {والبحر المسجور} قال: المملوء.
وأخرج الشيرازي في الألقاب من طريق الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن ذي الرمة عن ابن عباس في قوله: {والبحر المسجور} قال: الفارغ، خرجت أمة تستقي فرأت الحوض فارغاً فقالت: الحوض مسجور.